Sunday 20 February 2011

نبتدي منين الحكاية


كل اللي اشتغلوا سياسة في مصر عارفين إننا كنا مجتمع مقفول على نفسه، نفس المجموعة اللي تلاقيها في كل مكان وفي كل الإحتجاجات وكلنا تقريبا عارفين بعض في كل المحافظات لو مش علاقات شخصية وأصحاب يبقى عارفين بعض معرفة عامة
مرة عبد الحليم قنديل قال عننا إننا بنناضل على الكيبورد والجملة دي كانت زعلت زميل لينا من القاهرة وأنا فاكرة اني قلتله يومها إن الجملة تزعل لأنها حقيقية وإننا فعلا مجتمع مقفول على نفسه وحتى زيادتنا بتكون بأعداد قليلة جدا واتصالنا بالشارع يكاد يكون مفقود وإن المفروض إننا نعترف بده ونحاول نصلحه بدل مانزعل لما حد يقولهلنا
لكن اللحظة الفارقة من وجهة نظري كانت لما الدكتور البرادعي عمل حوار مع السي إن إن وقال إنه ناوي يرجع مصر بعد تقاعده من رئاسة وكالة الطاقة الذرية وإنه عايز يساعد في إصلاح سياسي في مصر، طبعا أيامها ماكنتش لسه حملات التشوية المسعورة بدأت ضده وكان البرادعي من الناس المحبوبين والمكرمين في مصر وكانت صوره بتزين الشوارع جنب صور زويل ونجيب محفوظ بما إنه حاصل على نوبل وقلادة النيل ولمكانته الدولية
وفعلا يوم قدومه لمصر استقبله في المطار آلاف المصرين وكان عددهم أكبر بكتير من أي عدد خرج في مظاهرات قبل كده وكان واضح إن رجوعه لمصر صحى أمل عند الناس كنا فاكرينه مات من سنين
اتفقنا أم اختلفنا مع مواقفه بعد كده واللي أنا شخصيا كنت بعترض فيها على سفره الكتير خارج مصر رغم إننا إكتشفنا إنه كان مفيد لكن رجوعه ولمه الشباب حواليه فرق كتير في تحركاتنا في الشارع، شغلنا اتنقل من النت والوقفات الاحتجاجية لإننا ننزل نكلم الناس في الشارع ونشرحلهم يعني إيه تغير وليه محتاجين إننا نغير، ماكنش بيهمنا أوي إن الناس تمضي على بيان التغير قد ماكان يهمني دايما إني أسئلهم قبل ماأمشي مقتنع إننا محتاجين نتغير ودايما كانوا بيقولو أه، ودايما كنت بقولهم هيجي وقت قريب الشعب هو اللي هيختار يقف في أنهي صف وإحنا محتاجينكم تقفوا معانا ومع مصر
أنا شايفة ان رجوع البرادعي لمصر نقل شغلنا للشارع وساعدنا كتير إننا نقرب من الناس ونعرف الناس إن اليوم اللي هتكون الكلمه لهم فيه قرب اوي وعمل كسر لحالة الخوف اللي كانت عند الناس لما شافوا شباب صغيرين ماشين بيكلموهم عن السياسة والتغير في الشارع من غير مايخافوا من حد
وطبعا حادثة مقتل خالد سعيد كانت من أهم الحاجات اللي حركت الناس في الشارع ، يمكن بسبب الصورة البشعة لشكله بعد التعذيب وإن النظام أصر إننا أغبياء وهنقتنع بإن دي أثار ابتلاع لفافة بانجو ، ويمكن لأن خالد كان شبهنا أوي وكان واحد مننا والمرة دي حسينا إننا اللي اتعرضنا للاعتداء مش شخص تاني بنتعاطف معاه
وطبعا ثورة الشعب التونسي اللي أثبتتلنا إننا لو أصرينا وفضلنا واقفين في الشارع وموافقناش على المفاوضات والفصال في المطالب هناخدها كلها في الأخر

Thursday 17 February 2011

ما قبل الثورة


ما قبل الثورة يشمل الكثير والكثير
أحداث وقضايا وتململ صامت من كل شيء وخوف المحكوم استبداد الحاكم..وعدم قدرته على التراجع فيظل الطريق الوحيد أمامه هو أن يتمادى فى استبداده
الكثير مما لايعد ولا يُحصى
بالنسبة لى ..لن أستطيع أن أتحدث إلا عما أدركه وعيي الخاص والذى لا يتجاوز عمره عدة سنوات وأنا التى أبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عاما
وفيما يخص ثورة 25 يناير..فإن ما قبل الثورة فى رأيى الشخصى يتمثل فى الآتى

حادثة خالد سعيد
تلك الحادثة التى أكاد أجزم أنه لم يحدث قبلها كل هذا الاجماع على قضية داخلية تخص المواطن المصرى فى التلاثين عاما الماضية

انتخابات مجلس الشعب
فى كل عام يترقب المهتمين هذة الانتخابات بنفس القدر من الترقب والخوف من "انه مش هايحصل جديد..عادى يعنى"..هذا العام كان مختلفا، ففى مرحلة الترقب سمعت بأذنى الكثير من التعليقات التى تعتبر مجرد التفكير فى الترشح هو قِلة قيمة مما يدل على ان يأس الناس من التغيير او الإصلاح عن طريق ممثليهم فى المجلس قد وصل الى قمته ، وفى مرحلة الإقتراع والنتائج كانت المهزلة الكُبرى التى أثبتت قلة القيمة فعلا ووصلت فيها درجات تبجح الحكومة لأعلى مستوياتها وبالتالى كانت الفضيحة الكُبرى باكثر الدورات تزويرا ومهانة .

تونس
الدولة الصغيرة التى صنعت المفاجأة بثورتها التى لم نتابع منها إلا الأيام القليلة الأخيرة منها بالرغم من أن شرارتها كانت قد اندعلت قبل شهر كامل


وأنا أرى أن النقطة الاخيرة كانت هى الدافع الاساسى وراء تحرك الجموع والتطلع الى يوم 25 يناير بشكل مُختلف وبه الكثير من الثقة والشجاعة التى لم تتوافر من قبل حتى بعد أن رأى المصريون خالد وشهداء حادثة كنيسة القديسيين وغيرهم يموتون دون وجه حق ،فشجاعة الشباب التونسى..وتكاتف الشعب فى شارع بورقيبة يوم 14 يناير..وسذاجة وجبن الرئيس المخلوع بن على ، هذه الأسباب كانت برهانا حقيقيا وملموسا للشعب المصرى على أنه يستطيع ، وأن الفكرة التى غرزها النظام فى وجدانه بأنه لا مفر من مبارك إلا لجمال فكرة باطلة شكلا ومضمونا

لذا
شكرا لتونس الحبيبة

ورحمة الله على شهداء ما قبل الثورة

Tuesday 15 February 2011

البـداية



his photo was taken 0n 11-2-2011, the day we regained our dignity, we will never forget that a one man's stand to tyranny gave us our freedom .... we will never forget Khaled Saed




متى بدأت الثورة تحديداَ..؟

بالنسبة لي و لكثيرين أظنها بدأت يوم مقتله.

حين قرأت الخبر بكيت كثيراً, ليس لأن الصورة المأخوذة له بعد استشهاده مروعة و لكن..
 لأنه مات حين رفض أن يُظهر بطاقته الشخصية لمخبريين سريين و رفض أن يخضع للتفتيش، بكيت لأن أخي الوحيد يعودُ متأخراً.. و لأنه عزيز النفس، سيرفض رفضاً قاطعاً أن يُفتشه مخبر و لن يسكت على إهانة قد تطول أمه.

بكيت لأن أخي  ككل شباب مصر مُعرض لهذا الموقف/الموتة في ظل قانون الطوارئ. بكيت بسبب العجز و قلة الحيلة.. و لأني لا أملك سوى الدعاء على الظالم.
ثم  أنشأ أحدهم صفحة تحمل اسم " كلنا خالد سعيد" على الفيس بـوك، في إشارة إلى أننا جميعاً قد نتحول بين ليلةٍ و ضحـاها لـ خالد سعيد.

و بدأوا الإعداد لوقفات سلمية. تُعبر عن رفضنا و غضبنا مما أصاب خالد.

في البداية تمنيت و منّيت نفسي أن يتمكن أخيه -الذي يحمل جنسية الأمريكية- من أن يأخذ حقه و أن يُعاقَب الجناة.

لكن من قتلوه لم يكتفوا بقتله.. بل سعوا بكل السبل المتاحة أن يُشوهوا صورته. و لذلك تمكن منا الإحساس بالغبن و القهر و بلغت كراهيتنا للنظام أوجها.

لم يخطر ببالهم المريض أنهم بهذه الطريقة  كانوا يعدون الشباب لثورة نارها ستأكل كل رموز الفساد في هذه البلد.. 

سوّفوا و ماطلوا و أجّلوا جلسات القضية مرة تلو الأخرى. أمروا إعلامهم الكاذب أن ينهش عرضه. و كأنهم لم يكتفوا بتشويه جسده بعد موته بل سعوا لتشويه سمعته.
 

لم يكن خالد سعيد الأول.. و بالطبع لم يكن الأخير.

لكنـه كان الشهـاب الذي ومض و ذهب.. ليبقـى للأبد.




خالد سعيد.. لك من اسمك نصيـب. 
فهـا أنت تخْلُد في ذاكرة مصـر و ها أنت تسعد تحت عرش الرحمن.